في ليلة ٍ مقمرة ً تلاقينا ... لقائنا كان كلقاء السحاب المحمل بالمزن ..
وددت أن تنطق بما يسر قلبي فوجدت صمتها يعلو المكان ..! فقلت واصفا ً لها :
أراهـا في خطاهـا تتمهل كمزمار *** كالطل يقبل من السحاب بإدبار
نظرَت إليَّ وقالت أتستنطقني بالوصف بعد أن ظلمتني ؟؟! .. قلت نعم .. قالت :
ولأقعدن على الطـريق فأشتكي *** في زي مظلـوم وأنت ظلمتني
ولأشـكـينك عند سلطـان الـهـوى *** ليعـذبـنك مثـل ما عـذبـتـني
ولأدعين عليك في جنح الدجى *** فعساك تبلى مثل ما أبليتني
قلت هوني عليك ِ يا أميرتي فأنا أحبك ولا أستطيع ظلمك .. وإن كان عشقي لكِ
ظلما ً فسأزيد من هذا العشق وأظلمك أكثر وأكثر ..! ثم أنشدتها فقلت :
لـك روحي فاصـنع بها ما تـشاء *** فـهي مـني لناظـريـك فـداءُ
قالت قتلتني بعشقك المجنون .. قلت إن كان عشقي قاتلك فسأقتلك كل حين ..
قالت فهل لي من بيت ٍ تصفني فيه وتقتلني بمعانيه ..؟ قلت وتبادلينني ببيت ٍ مثله
تصفيني فيه وتقتليني بمعانيه ؟!! قالت بل أعطيكَ بيتين . قلت :
إن العـيـون الـتي في طـرفـها حـورٌ *** قـتـلنـنا ثـم لـم يحـيين قـتلانـا
قالت : لله درك من حبيب ٍ مجنون . قلت : وأين ابياتك التي تقتلني ..؟؟! قالت :
أمكتـوم عيني لا تمـل مـن البـكا *** وقلبي بأسهام الأسى يتـرشق
أمكتـوم كـم من عاشق قتل الهـوى *** وقلبي رهـين كيف لا أتعشق
قلت قتلتيني يا حبيبتي بنفس العشق المجنون . سأقتلك بعشقي مثل ما عشقك قتلني ...